أعلان الهيدر

الرئيسية قطع صغيرة فى أحجية الحياة

قطع صغيرة فى أحجية الحياة



كيف لكوب من القهوة ان يغير حياة شخص لم يشربه ؟
كيف لمكالمة تليفونية ان تغير حياة شخص لم يتلقاها ؟
كيف لقصة حب حزينة أن تحول حياة شخص لم يكن طرفا فيها الى جحيم ؟
كيف لشخص لم يستيقظ فى موعده ان يكون السبب فى حادث أليم لشخص لم يره أبدا ؟
كيف لشاحنة ان تكون السبب فى حادث لم تتواجد أثناءه ؟
بل كيف يمكن لمعطف لم يكن أبدا لك ورباط حذاء مقطوع لم تلبسه أبدا ان يؤديا الى وفاتك ؟
كيف لهذه الأشياء مجتمعة ان تحدث فى حياة أشخاص لم تعرفهم يوما فى وقت لم تكن موجودا فيه ولكنها تؤدى فى النهاية الى مصرعك ؟

انها قصة بسيطة
امرأة كانت على وشك الخروج من منزلها للتبضع وبعدما اغلقت باب المنزل ورائها تذكرت انها نسيت معطفها فعادت لتحضره ، ولكن هاتف منزلها رن فاختارت أن تتأخر بضع دقائق أخرى لترد على الهاتف ، وعندما انتهت ونزلت اخيرا الى الشارع لم تستطع اللحاق بسيارة أجرة كانت تمر من امام المنزل ، فانتظرت قليلا ريثما انتهى سائق سيارة اخرى من تناول فنجان قهوة استطاع الحصول عليه بعدما أعطاه زبون ركب معه فى الصباح الباكر اكرامية جيدة .
ركبت المرأة فى سيارة الأجرة التى ما ان بدات بالتحرك حتى اضطرت للتوقف حتى يعبر الشارع رجل مسرع تأخر على عمله لأنه نسى ان يضبط المنبه . بعدها اضطرت السيارة للتوقف مرة اخرى لأن شاحنة كانت تسد الطريق .
عندما وصلت المرأة اخيرا الى وجهتها انتظرها سائق السيارة فى الخارج حتى تحضر علبة كانت اوصت عليها من المتجر ، لكنها لم تجد علبتها جاهزة لأن عاملة المتجر التى تركها حبيبها بالأمس كانت حزينة جدا ولم تبدأ بالعمل بعد . انتظرت المرأة بضع دقائق أخرى حتى انتهت العاملة من تغليف علبتها واخذتها وركبت السيارة واتجهت الى المنزل ثانية .
فى هذه الأثناء كانت بطلة قصتنا التى لم نذكرها حتى الآن قد انهت تدريبها فى فرقة الباليه التى تعمل بها وارتدت ملابسها واصبحت جاهزة للخروج ، ولكن فى آخر لحظة انقطع رباط حذاء زميلتها فاضطرت لانتظارها بضع ثوانى اخرى حتى تصلحه .
واخيرا عندما تمكنت البطلة وصديقتها من الخروج من المسرح كانت سيارة الأجرة التى تستقلها المرأة التى ذهبت للتبضع تمر بجوارها وللحظة فقد السائق تركيزه وصدم البطلة .


بالطبع لو لم تنسى المرأة معطفها ، أو لم ترد على التليفون ، او لم يتناول السائق قهوته الصباحية ، او لم ينسى الرجل ان يضبط المنبه ولم يتأخر فى نومه ، او لو كان حبيب فتاة المتجر لم يتركها فتأخرت فى تغليف علبة المرأة ، أو ، أو ،أو ، لما كان حدث ما حدث .
حدث واحد غير مهم لا يأخذ غير ثوانى لو لم يحدث لتغيرت حياة البطلة الى النقيض .

لكنها الحياة ، مجرد أحداث صغيرة تتجمع لتكون صورة أشمل مثل الأحجية اذا فقدنا اى جزء منها مهما كان صغيرا ، او بدا لنا غير ذى أهمية فلن تكتمل الصورة أبدا بشكل صحيح .
.


مشهد من فيلم ( القضية الغريبة لبنجامين باتون )



Top of Form
Bottom of Form

هناك 11 تعليقًا:

  1. انت الأحلى يا رحاب
    نورتى المدونة

    ردحذف
    الردود
    1. أعتذر منك ولكن قصه سخيفه جدا ...

      حذف
  2. في مدونتي مناقشة ادبية حول كتاب صناعة النجاح لـ عبدالله بن سلطان السبيعي يمكنك المشاركة بقراءة تلخيص الكتاب على هذا الرابط والاجابة على اسئلة المناقشة الثمانية شكرا لك http://charisma0.blogspot.com/2013/10/blog-post_19.html

    ردحذف
  3. سحر الكلمات
    لك قالب ذهبي في صياغة الحدث بشكل مختصر مجاز ملفت جذاب ذات معنى

    أعجبتني مدونتك بقووووووة

    ردحذف
  4. مرحبا
    واو
    قلمك غاية في الإبداع بذاته
    يشرفنا إنضمامك إلينا أيها القلم البارع
    مرحبا بكم في حرم الحرف
    للأدب عيون..وعيونه أنتم وأقلامكم
    الدعوة قائمة لـــ كل محب ومريد لتحرر من قيود الواقع إلى خيال اللغة وإبداعاتها
    http://www.ataruk.com

    ردحذف
  5. تسلسل جميل شدني وعزلني عن أصوات تتعالى حولي فقط لأداوي فضوليبأن أعرف كيف لفنجان القهوة والشاحنة والمنبه لهم ذلك الدور الكبير في قتل بريئة بعيدة كل البعد عن أسباب موتها كما يدور في مخيلتكم .........
    ولما لا يكون رباط حذاء صديقتها فقط هو السبب ؟؟؟ فلما حملنا الكل القضية واتهمنا يوما بكاملة يجري بعفوية ... فلم يكن من حق السائق أن يكمل فنجانه لأنه الان في عداد المجرمين .؟؟؟

    بل هو مكتوب منذ الأزل أن تمر تلك السيارة لتودي بحياة بطلة قصتك حتى ولو لم يكن ذاك التسلسل قد حدث .....

    طرح جميل شدني , أعجبني , أثار مخيلتي , ولكن أرفض قناعاته و لكن أيضا سعدت جدا بتلك الدقائق التي حظاها من وقتي فشكرا لك

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.